إنّ غدا لناظره قريب

0

إنّ غدا لناظره قريب

إِنَّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيبٌ

ناظره تعني منتظره.

يُضرب لتأكيد الأمل بما هو آت.

ويُستعمل لنصح المتعجّل بالصبر والانتظار.

المعنى:
لا تتعجّل ولكن اصبروانتظر إلى غد، ففي الغد القريب ينكشف المستور.

القصّة:
خرج النعمان بن المنذر ملك الحيرة ذات يوم للصيد، فانفرد عن أصحابه، وامطرته السماء، فلجأ إلى بيت رجل من طيّئ، وطلب المأوى، فاستضافه الرجل وزوجته وأكرماه دون ان يعرفاه. وفي الصباح أخبرهما انّه الملك النعمان، وأنّه يُحبّ أن  يُكافئهما على كرمهما وحسن صنيعهما.

ومرّت الأيّام، وأصابت الطائيّ ضائقة، فذهب إلى النعمان يطلب بعض العون -وكان للنعمان يوم يُسمّى يوم البؤس، لا يُقدّم عليه أحد فيه إلاّ قتله- فقدم الطائيّ في ذلك اليوم، فساء النعمان، إذ كان يودّ أن يُحسن إليه، ولكنّه اضطرّ إلى الأمر بقتله.

ولم يجزع الرجل، ولكنّه استمهل النعمان حتّى يرجع إلى أهله فيودّعهم ثمّ يعود. وإذا برجل قد تقدّم وكفل الطائيّ فرضي النعمان، ثمّ أعطى النعمان الطائيّ بعض المال، وحدّد له وقتا كافيا يعود فيه.
مضى الوقتُ، ولم يبق على الاجل المضروب إلاّ يوم، فأرسل النعمان للكفيل ليستعدّ للقتل بدل الطائيّ الذي لم يعد، فاستمهله الرجل قائلا:

- فإن يكُ صدر هذا اليوم ولّى *** فإنّ غدا لناظره قريب

فلمّا أصبح النعمان ركب خيله، واصطحب فرسانه ومعهم الأسلحة، وذهب إلى المكان الذي قابله فيه الطائيّ، وامر بقتل الرجل، وأوشك السيّاف أن يقتله، فقال له وزراؤه:
- ليس لك أن تقتله حتّى يُكمل يومه.

فتركه. وكان النعمان يُريد ان يقتل الرجل لينجو الطائيّ من القتل. فما كادت الشمس تغيب، حتّى ظهر شخص من بعيد، فامر النعمان السيّاف بقتله، فقيل له:
- ليس لك أن تقتله حتّى يأتيك الشخص فتعلم من هو.

فانتظر حتّى وصل الرجل، فإذا هو الطائيّ.
فلمّا نظر إليه النعمان شقّ عليه حضوره، فقال له:
- ما دفعك إلى الرجوع بعد أن نجوت من القتل؟

قال:
- الوفاء.

فتأثرّ النعمان بفعل الطائيّ وقوله، فعفا عنه وعن الرجل، وترك القتل منذ ذلك اليوم.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

buttons=(Accept !) days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top