رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ
ومعناه: رُبّ صاحب لك أشفقُ عليك وأنفعُ لك من أخيك لأبيك وأمّك
يُضرب لعناية قد تُلاقيها ممّن ليس عن شيء منها بمسؤول.
قاله لقمان بن عاد وله في ذلك قصة نوردها باختصار:
عطش لقمان مرّة وهو في سفر، فأقبل على مظلّة عندها امرأة تداعب رجلا فاستقاها فقالت:
- اللّّبن تبغي أم الماء؟
فقال:
- أيّهما ولا حداء.
فذهبت مثلا.
قالت:
- أمّا اللّبن فخلفك وأمّا الماء فأمامك.
قال:
- المنع كان أوجز.
فذهبت مثلا.
ونظر إلى صبيّ لها يبكي ويستسقي فلا يُسقى ولا يكترث له. فقال:
- إن لم يكن لكم بهذا الصبيّ حاجة كفلته.
فقالت:
- هذا لهانئ.
وهانئ زوجها. فقال:
- وهانئ من العدد.
فذهب قوله مثلا.
ثمّ قال:
- من هذا الشاب قربك وقد علمته ليس ببعلك؟
فقالت:
- أخي.
فقال:
- ربّ أخ لك لم تلده أمّك.
فذهب قوله مثلا.
وبعد حديث لا مجال له، انصرف وفي نفسه من هذه المرأة ريبة واحتقار. واتّفق أن لقي زوجها مع العشاء عائدا بالإبل فعرفه وكان له معه حديث أطلعه فيه على خبيّة امرأته. وأوغر صدره عليها فسأله:
- وماذا أفعل؟
فقال:
- تحمي نفسك وتحفظ عرضك.
فقال:
- أفعل.
فقال:
- من يفعل الخير يجد الخير.
فذهب قوله مثلا.
قال:
- أفلا أعالجها بكيّة توردها المنيّة.
فقال لقمان:
- آخر الدواء الكيّ.
فذهب قوله مثلا.
ولم يُخلف هانئ ما وعد.